اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

المدنيون يدفعون ثمناً باهظاً لتمديد الصراع وتداخل المصالح الدولية في الحديدة (تقرير خاص)

يدفع المدنيون في محافظة الحديدة غربي اليمن، فاتورة باهظة لفشل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في تطبيق وقف إطلاق النار وتنفيذ اتفاق ستوكهولم، والذي يقضي بانسحاب الأطراف المتقاتلة من الحديدة وموانئها وتسليمها لقوات أمنية يمنية لم تحددها الأمم المتحدة بشكل واضح، لتترك الباب مفتوحا أمام نشر قوات دولية في المدينة المطلة على طريق الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

ثمانية أطفال قتلوا فيما أصيب أكثر من 10 مدنيين بإصابات مميتة، نتيجة سقوط عشرات القذائف التي أطلقها الحوثيون على تجمعات سكنية متفرقة جنوبي الحديدة، وتلك حصيلة 48 ساعة فقط من تصاعد القتال والقصف المدفعي المتبادل بين القوات الحكومية التي تدعمها الإمارات، ومسلحي جماعة الحوثي المدعومين من إيران، في بلدة التحيتا إحدى المديريات الجنوبية للحديدة الواقعة على خطوط التماس، وطالت نيران المعارك والقذائف المدفعية أيضا بلدات حيس والفازة والدريهمي وصولا إلى قرية منظر، الواقعة بمحاذاة السور الجنوبي لمطار المدينة، ما أدى لتدمير منازل عشرات السكان، ليفر من نجا من السكان نحو رحلة جديدة من النزوح.

سطوة المعارك في الأحياء الشرقية للحديدة، يوم السبت، كانت هي الأعنف منذ أسابيع بحسب "سكان محليين"، واستمرت حتى مع موجود فريق لجنة التنسيق الأممية بقيادة الجنرال الدنماركي "مايكل لوليسغارد"، الذي عبر بصعوبة صباح السبت خطوط التماس بين الطرفين في شارع الخمسين، والتقى الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار داخل مجمع إخوان ثابت (يماني)، وعلى وقع أصوات إطلاق النار بحث الرجل عن مخرج للفشل الأممي هناك، وبات يبحث عن طريق لنقل المساعدات المخزنة في مطاحن البحر الأحمر، بدل اتفاق كامل وواضح يحمي المدنيين من الحرب.

عجز الشرعية والتحالف أمام الضغوط الدولية

وكثفت المملكة المتحدة من تحركاتها الدبلوماسية في العاصمة السعودية، عبر وزير خارجيتها "جيريمي هنت" الذي وصل لأول مرة إلى العاصمة المؤقتة عدن، والتقى علانية بقيادات في الحكومة الشرعية، لكن مصادر حكومية أكدت لـ "يني يمن" أن الرجل يريد لقاء القيادات العسكرية للتحالف والإمارات على وجه الخصوص، والتي تدير معركة الساحل الغربي، في محاولة لإنقاذ اتفاق الحديدة، الذي وضع حسب الرؤية البريطانية.

ويرى الناشط الحقوقي "وديع عطا" بأن اليمن شعباً وقضية يدفع ثمن تنازل سياسي من التحالف الذي تقوده السعودية، بينما تقف شرعيته عاجزة ومختطفة عن فعل أي شيء مؤثر، ويبقى الرهان على حركات المقاومة الشعبية الوطنية التي صارت "حجور" أحد أهم مؤشراتها الإيجابية، مشيرا أن التحالف لم يعد في موقع يمكنه أن يتخذ قراراً يتجاوز فيه الموقف الأممي الذي أصبح حاضراً وبقوة في الأزمة اليمنية خصوصاً في الحديدة.

وأضاف "عطا" في حديث خاص لـ "يني يمن"، بأن السعودية أجبرت على تقديم تنازلات في قضية الحديدة، مقابل الخضوع لابتزاز دولي يتصل بقضية اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي"، وانعكس هذا التنازل للأسف على الملف الإنساني في الحديدة بل وفي عموم اليمن، وشدد أن الإمارات هي الأخرى لن تجرؤ على تجاوز بريطانيا التي أصبح لها نفوذها عبر موظفيها الأمميين أولاً، ثم عبر الدور الدبلوماسي لاحقاً والذي صار يتحدث عن إنهاء الدور الإيراني في اليمن، وليس عن إنهاء الانقلاب وانسحاب الحوثيين وسحب السلاح منهم.

تحول المواقف.. وخيار الحل العسكري!

وصعد الحوثيون من هجومهم الإعلامي على بريطانيا، عقب ساعات من لقاء ممثلي الجماعة بوزير خارجيتها هنت، في العاصمة العمانية مسقط، والذي طالب حينها صراحة الحوثيين بالانسحاب من الموانئ لبناء الثقة مع الحكومة في الحديدة، وهو تحول مهم في الموقف البريطاني، عزاه مراقبون إلى توتر العلاقات بين طهران ولندن، التي أدرجت حزب الله اللبناني في لوائح الإرهاب.

لكن الخبير العسكري "علي الذهب" قلل من أهمية التصريحات المتبادلة بين الحوثيين وبريطانيا، وقال إن الحوثيين والبريطانيين متفقين على مسألة تفسير إعادة الانتشار في الحديدة، مؤكدا أن بريطانيا تلعب دورا قذرا في الأزمة اليمنية والحديدة تحديدا وتقايض به إيران والسعودية، خدمة لمصالحها ومصالح اللاعبين الدوليين.

واستبعد "الذهب" في حديث خاص لـ "يني يمن" استئناف التحالف العربي، للعملية العسكرية في الحديدة لأن هناك خطوط حمراء دولية تمنع أي هجوم على المدينة، وقال إن لدى بريطانيا والاتحاد الأوروبي تفسير مختلف لاتفاق ستوكهولم وربما سيفرض على الطرفين، في إشارة لمسالة نشر قوات دولية كحل وسط، للخلاف حول القوة العسكرية التي ستكلف بمهمة تأمين الحديدة وموانئها بعد انسحاب الطرفين، وأشار إلى ضغوط تمارسها السعودية على الشرعية للقبول بهذه الخطة التي تدول صراع الحديدة.

وأكد "مصدر عسكري" لـ "يني يمن" بأن القوات الحكومية المنتشرة في الحديدة، ليست كافية لاستئناف أي عملية عسكرية، مشيرا أن الإمارات سحبت ألوية العمالقة وبدأت عمليات عسكرية باتجاه مناطق وجبال البرح غربي تعز، في المناطق المطلة على المديريات الجنوبية للحديدة، وأضاف أن هناك تحضيرات عسكرية لتشكيل ألوية المقاومة التهامية والزرانيق، وضمها بشكل رسمي لقوات الجيش اليمني، وسط خلافات بين الفصائل العسكرية التي تدعمها الإمارات.


       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا