اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

تعز.. مدينة تتحدى الحصار وتبتسم للحب وتعزف أغنية السلام

في رسالة تهدف إلى تسليط الضوء على المعاناة، وتؤكد بأن تعز مدينة للجمال والحب والسلام، وليست للحرب والدماء والدمار، وتحت شعار "العالم يرسم في تعز الثقافة والسلام" أقام مكتب الثقافة بمدينة تعز، معرضا للفنون التشكيلية، يستمر على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة فنانين من دول عربية وأوربية.

ومن خلال هذه اللوحة الفنية الكبيرة، استطاعت تعز التي عُرف عنها المدنية والسلام، وتلقب دوما بالعاصمة الثقافية للبلاد أن تظهر بالشكل الذي يليق بها، رغم الألم، وعبرت عن تحديها للحرب التي تشنها مليشيات الحوثي الانقلابية، على المدينة منذ 2015م، وسلطت الأضواء على معاناة المواطنين جراء الحصار الحوثي المفروض منذ ثلاثة أعوام.

المعرض التشكيلي الذي شارك فيه أكثر 62 فنانا تشكيليا من داخل اليمن، ومن تركيا والمملكة العربية السعودية، وفرنسا، ومصر، وبريطانيا، ولبنان، وسوريا، وفلسطين، تحت شعار "العالم يرسم في تعز الثقافة والسلام"، حظي بإقبال كثيف من قبل المواطنين بالمدينة، وسلط الضوء على معاناة أبنائها جراء الحرب والحصار الحوثية على المدينة.

[caption id="attachment_23493" align="alignnone" width="1024"] جانب من المعرض التشكيلي الذي أقامه مكتب الثقافة بمدينة تعز[/caption]

يقول مدير مكتب الثقافة في تعز عبد الخالق سيف، إن المعرض استطاع ان يكون هو الأكبر في تعز واليمن بشكل عام، من ناحية المشاركين فيه، والذين شاركوا من عدة محافظات يمنية ومن دول عربية وأوربية أيضا، في ملحمة فنية غير مسبوقة.

ويضيف سيف لـ "يني يمن" إن المعرض شارك فيه نجوم الفن التشكيلي باليمن، وتحديداً من محافظات تعز، عدن، صنعاء، لحج، إب، وذمار، كما انه استطاع تجاوز الحدود الجغرافية لاستقطاب نجوم الفنون التشكيلية، في فرنسا، مصر، بريطانيا، تركيا، السعودية.

وأوضح عبد الخالق سيف إن "رسالة المعرض تكمن في شعاره، " العالم يرسم في تعز الثقافة والسلام"، وهدفنا من خلاله نقل معاناة تعز، وهنا كل اللوحات والألوان تذكر كل من ذاكرته مثقوبة أن تعز لا تزال محاصرة ولا زالت تعاني وتقصف، وفي الوقت الذي تصدر تعز كل شيء جميل، تستقبل كل قبيح انقلابي".

وقال إن مكتب الثقافة استقبل أكثر من 200 لوحة فنية، وما اصطف بالمعرض هو ما اتسع له المكان، مشيرا إلى أن ما يقارب من 62 فنانا وفنانة تشكيلة مشاركين بالمعرض، وأن نجوم المعرض من داخل الوطن وخارجه ومن أوروبا أيضا، في رسالة تؤكد أن تعز مدينة للحياة وللسلام، ومدينة للجمال، ولا يمكن أن تكون مدينة للتطرف أو الإرهاب أو الموت أبداً.

ولفت إلى أن الإقبال كان كبيراً، وربما في الافتتاح كان الزخم أكبر، وبحسب عبد الخالق فإنه ومع الوقت تصبح المعارض نوعية ويصبح جمهورها هو الجمهور المتذوق الذي يستشعر المدرسة الفنية والقدرة على توزيع الألوان، ومكامن الإبداع الذي لا يركز عليها الشخص الذي ينظر فقط بعينيه ولا ينظر بإحساسه وبروحه.

وكشف أن المدينة مقبلة على مهرجان كبير للمسرح، ومهرجان في الشعر، أشعار في وجه الحرب والحصار بنسخته الثانية، وفيلم عشر أيام قبل الزفة، الذي يتحدث عن الحب في زمن الحرب والحصار، ويبعث الأمل ولا يتعارض مع أي قيم.

مستنكرا كل من يشيطن الفن لمجرد فكر متطرف إقصائي، ومؤكداً أن الفن يجب أن ينظر اليه نظرة مختلفة، وبالنهاية جميعنا لدينا قيم ونحافظ عليها، ولم يقدم أحد ما يسيء للقيم، ولن نسمح بتقديم أشيئ تصطدم مع المجتمع".

وفي المعرض روت العديد من اللوحات الفنية معاناة أطفال تعز، الذين تحملوا أعباء الحياة في وقت مبكر بسبب الحرب، وسلطت الأضواء على الحصار الحوثي المفروض، وحكت معاناة نقل الأكسجين على ظهور الجمال، والحطب، والمواد الغذائية على سفوح الجبال والطرق الوعرة.

أحمد الحكيمي، زائر، قال ان المعرض التشكيلي واللوحات الفنية التي تحتويه عبر عن رسائل السلام التي تطلقها تعز، وإنها مدينة للحياة وللحب، وليست مدينة للحرب والإرهاب والاقتتال كما يحلو لأعدائها تصويرها".

وأضاف الحكيمي في تصريح لـ "يني يمن": "نشعر بالارتياح الكبير أن تعز بدأت تقف على قدميها وعادت اليها الحياة، بعد توقف إجباري بسبب الانقلاب الحوثي الذي جاء حاملاً الموت للمدينة وأبناءها، وكنا نتمنى ان يكون المعرض أكبر لكن المتسع كان هكذا".

لافتا إلى أن هذه المبادرة الجميلة تعيد الروح الى تعز، متمنياً أن تلحق بهذا المعرض الكثير من المعارض والفنون، التي ترسم البسمة وتعيد للمدينة ألقها.

أما فؤاد الظاهري، عازف جيتار، عبر عن سروره الكبير بإقامة هذه المعرض، الذي تشارك فيه 20 لوحة من العالم، وجاء في وقت حرج، وفي رسالة مفادها أنه ورغم الرصاص والحصار، الا ان تعز تبتسم للجمال وللحب وللحياة".

وأضاف لـ "يني يمن" أن العديد من لوحات المعرض تحكي معاناة تعز في نقل الاكسجين عبر طرق وعرة، أثناء الحرب، وتسلط الضوء على كل جميل في المحافظة، وتنقل كذلك صورة لمعاناة الطفولة".

وحضرت في المعرض الذي يعد الأكبر، لوحات لفنانين مخضرمين من سوريا ولبنان، في رسالة واحدة مفادها أن الجميع يشاطر تعز مأساتها، ويرسم فيها السلام والمحبة، ويؤمن بهذه المدينة الفاضلة.

 

       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا