شبح ألغام الحوثي يحصد أرواح المدنيين في الحديدة
منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة، وإعلانها الحرب على اليمنيين، وشبح الألغام الحوثي مستمر في تربّصه بحياة المدنيين، منتزعا أرواحهم وأجسادهم.
تسببت الألغام الحوثية بمقتل وإصابة الآلاف من المدنيين، حيث تتصدّر محافظة الحديدة قائمة الضحايا بحسب تقارير حقوقية. فخلال الـ24 ساعة الماضية فقط، قتل 4 مدنيين بينهم 3 أطفال، بانفجار لغم حوثي في مديرية حيس بمحافظة الحديدة.
اللجوء إلى زراعة الألغام في بلد منهك سلوك منهجي تمارسه مليشيا الحوثي، لتثبت للعالم أنها جماعة تخلق الدّمار، وتزرع الموت أينما حلّت، دون وضع اعتبار لمأساة اليمنيين ومعاناتهم.
- حصار بالألغام
يقول مدير الإعلام في مديرية حيس بمحافظة الحديدة، الصحفي حسام بكري: "إن مليشيا الحوثي زرعت آلاف الألغام بطريقة عشوائية في المنازل والطرقات والمزارع، بالمناطق التي كانت تحت سيطرتها سابقا في مديرية حيس".
وأضاف: "حصلت، اليوم (أمس) الجمعة، حادثة أليمة وأصبحت تتردد في كل منزل في مديرية حيس، جراء المجزرة التي راح ضحيتها 4 مدنيين كانوا على متن دراجة نارية في مركز المديرية نتيجة انفجار لغم حوثي".
وتابع: "كان المدنيون الأربعة في طريقهم لتفقّد أراضيهم التي كانت تحت سيطرة مليشيا الحوثي، وتم تحريرها، فانفجر بهم لغم مضاد للدروع بينما كانوا على متن دراجة نارية، وتوفوا جميعا بينهم 3 أطفال".
وأوضح أن "سكان وأهالي ريف مديرية حيس لا يستطيعون التحرّك نتيجة الألغام الحوثية، التي تم زراعتها بطريقة عشوائية وكثيفة، وأصبحت كابوسا تورِّق حياتهم، وخصوصا في الأرياف".
وأشار إلى أن "المزارعين حتى الآن لا يستطيعون التنقل إلى مزارعهم بسبب الألغام، ولا يستطيعون زراعتها، وهناك من حاولوا الزراعة وتفاجأوا بألغام انفجرت بالحراثات أو بالمركبات التي تعمل في المزرعة".
وقال: "هناك فِرق توعوية تقوم بتوعية السكان بمخاطر الألغام، لكن تبقى التوعية غير كافية، ولا بُد من تكثيف جهود هذه الأعمال، واعتماد مركز تنفيذي لمحافظة الحديدة في المناطق المحررة، للقيام بعمليات مسح للمناطق المشبوهة بالألغام".
وأضاف: "القوات المشتركة تبذل جهودا كبيرة جدا في نزع الألغام التي زُرعت في تلك المناطق، لكن الآثار لا تزال موجودة، كون الألغام زُرعت بأشكال متعددة ومموّهة، على شكل أحجار وأجسام غريبة".
- الحديدة ضحية ستوكهولم
من جهته، يقول رئيس منظمة سام، توفيق الحميدي: "إن حوادث الألغام في محافظة الحديدة -على وجه التحديد- ظاهرة أصبحت مقلقة، حيث أنها أصبحت تقتات من أرواح الناس وأجسادهم بشكل يومي، مخلّفة الكثير من المآسي الإنسانية والمعيشية، على حد سواء".
وأضاف: "نقولها وبكل مرارة، بأن محافظة الحديدة ضحية اتفاقية ستوكهولم، التي كانت من المفترض أن تكون عنوانا جديدا لأبناء الحديدة، ويشعرون من خلالها بالأمن والاستقرار".
وتابع: "ما يحدث في الحديدة اليوم، أنها وقعت في كماشة جماعة ومليشيا غير مسؤولة، تزرع الألغام في كل مكان بدون أي خرائط أو تحذيرات في مناطق معيّنة، بل تقوم بزراعتها في الطرقات والمنازل والأسواق، وهذا الذي يفسّر الحصيلة اليومية التي نسمعها ونشاهدها".
وأردف: "كما أن الحديدة ضحية الإهمال الحكومي، حيث لم نرَ صرخة استغاثة حكومية للمجتمع الدولي، لأن جرائم الألغام من الجرائم التي تشكل اختراقا واضحا وصريحا لاتفاقية جنيف، والتي تختص بنظرها محكمة الجنايات الدولية، لكن -للأسف الشديد- الحسابات السياسية في مثل هذه الجرائم تعيق الحكومة على أن تتخذ خطوة إلى الأمام للمطالبة بالتحقيق".
وزاد: "الحديدة بين مليشيا وجماعة منفلتة وغير منضبطة، ولا تلتزم بالأعراف الدولية ولا بقوانين الحرب، وحكومة غائبة، لا سيما بعد انسحاب القوات المشتركة منها، وأصبحت سائبة، لا يوجد فيها حكومة حقيقية".
- أماكن غير متوقّعة
من جهته، يقول رئيس فريق التعامل مع الألغام، المهندس سمير حيمد: "إن الفريق الهندسي للواءين الأول والثاني تهامة قام بالنزول إلى موقع الحادثة، التي حصلت اليوم (أمس) الجمعة، ووجدنا 6 ألغام مضادة للآليات هناك".
وأضاف: "المنطقة، التي حدث فيها الانفجار، كانت ممرا قديما للمواطنين، ولم نكن نتوقع بأن فيها ألغام، كون المكان بعيدا عن خط النار، وأيضا مليشيا الحوثي تقوم بزراعة الألغام بطريقة عشوائية، ولا يتوقعها أحد".
وتابع: "وصل عدد ضحايا الألغام في محافظة الحديدة حتى اليوم 1897 ضحية، 70% منهم أطفال، وحادثة اليوم (أمس) الجمعة فقط كان ضحاياها 4 مدنيين قتلى، بينهم 3 أطفال".
التعليقات