لأول مرة.. بيان أوروبي متقدم يحمل الحوثيين والانفصاليين المسؤولة عن استمرار الأزمة والحرب

لأول مرة يبادر الاتحاد الاوروبي الى تحديد موقف يمكن وصف مضمونه بأنه متحرر بصورة نسبية من السردية المتفق عليها دولياً، والتي عكست على مدى سنوات مضت من زمن الحرب مقاربة باردة وسلبية ان لم تكن انتهازية تجاه الأطراف المهددة لكيان الدولة اليمنية والمتسببة بكارثة الحرب والتشظي والنزوح والفقر والموت اليومي.

حتى ان مكافحة الإرهاب لم تكن ألوية للاتحاد وفقاً لبيانه الأخير بشأن اليمن، ربما لأنه أدرك مؤخراً أن هذه الذريعة لم تعد مستساغة بعد ان أظهر الحوثيون سلوكاً إرهابيا مهددا لاستمرار حياة اليمنيين، بامتياز، وبعد ان تخفى الانتقالي خلف هذه الذريعة لتبديد فرص الوفاق الذي أتاحته ظاهرياً عملية انتقال السلطة الى الأطراف التي كانت تحارب الشرعية استناداً الى أجندة عبثية احدى اهم بنودها الادعاء بمواجهة الإرهاب.

تقود فرنسا قاطرة الاتحاد الاوروبي إلى مزيد من التشدد حيال سلوك الحوثيين و الى حد ما تجاه المجلس الانتقالي المرتبط بحليفتها الوثيقة في المنطقة الامارات.

وبات ينظر الى كل من الحوثيين والانتقالي باعتبارهما الطرفان المسؤولان، عن استمرار الصراع والأزمة الراهنة في اليمن وفقاً للمعطيات الميدانية والسياسية الراهنة.

ولهذا جاءت أولويات الاتحاد الأوروبي في هذا البيان متطابقة مع التحديات الراهنة التي أدخلت اليمن مرحلة شديدة الضبابية، وتجلت معها الحرب كخيار يخدم بصورة خاصة، الأجندة العدائية لجماعة الحوثي المدعومة من إيران والأجندة الانفصالية التي ينفذها المجلس الانتقالي الجنوبي استنادً إلى دعم إماراتي واضح وموقف سعودي موارب أو مخادع ومتعدد الأدوات والبدائل.

فقد أكد بيان الاتحاد الأهمية القصوى لإعادة الهدنة والاستجابة للضرورات الإنسانية في دعم الشعب اليمني، وتضمن في الوقت ذاته، انتقادات صريحة ل "المواقف المتطرفة" للحوثيين تجاه الجهود الدولية الرامية الى تجديد الهدنة، وأدان هجماتهم على المنشئات النفطية وتهديدهم لأمن الطاقة والأمن البحري، والعراقيل التي يضعونها امام وصول المساعدات الانسانية، ودعاهم، إلى الإفراج عن المختطفين وجميع المحتجزين خارج إطار القانون أو بشكل تعسفي وخاصة الصحفيين.

ودعا الاتحاد الأوروبي في بيانه المجلس الانتقالي الجنوبي الى الالتزام بوحدة مجلس القيادة، مبدياً دعمه لرئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي، والتزامه بمبدأ بوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، وهي إدانة قد تعيد تشخيص الأزمة الراهنة لمجلس القيادة الرئاسي، باعتبارها ناتجة عن سلوك الانتقالي المتمرد على مجلس القيادة و منازعته السيادة، وبالنتيجة فإن الاتحاد الأوروبي يلقي بالمسؤولية على حليف ابوظبي في استمرار الشلل الراهن للمجلس.

ليس مستغرباً إذا أن تكون ردة الفعل ازاء بيان الاتحاد الأوروبي متطابقة من جانب المجلس الانتقالي الانفصالي وجماعة الحوثي الانقلابية بالنظر الى حجم الانزعاج الذي أبداه الطرفان المهددان لكيان الدولة اليمنية، على نحو أعادهما الى سيرتهما الأولى من الاصطفاف على أرضية واحدة والتبعية لمشروع لطالما رعته وترعاه ايران عبر عمليات واسعة النطاق جرت في الضاحية الجنوبية لبيروت وشملت دورات تأهيل سياسية وأيديولوجية وعسكرية ومعها جرى تحديد الأدوار والأهداف ، الى الحد الذي بقي معه المجلس الانتقالي ذي الخلفية اليسارية عموماً مشدودا حتى اللحظة الى المشروع الإيراني، رغم تبعيته الجديدة للامارات والسعودية.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية