ظلال الأشجار.. خيار الأطفال البديل لمواصلة التعليم في اليمن
أثرت كثيراً الحرب الدائرة منذ أربع سنوات بين ميليشيات الحوثي وقوات الحكومة الشرعية، على معظم الأطفال في اليمن.
مئات من الأطفال فقدوا أرواحهم في هذه الحرب، والناجون منهم يصارعون وحوش الجوع والتشرد والمرض.
يحرص أطفال اليمن على مواصلة تعليمهم، في بلدهم الذي تم إغلاق أكثر من نصف مدارسه واستخدمت كثير منها كثكنات عسكرية، بأكثر الوسائل التقليدية المتوفرة ولو من تحت الأشجار.

في العديد من مناطق البلاد، وخاصة في المناطق الشمالية كمدينة حجة، ينشئ الطلاب فصولهم الخاصة خارج أقبية الفصل الدراسي، ويثابرون على تعليمهم بالرغم من كل الظروف والصعوبات وشح الإمكانات.

في هذه الصورة التي التقطت من منطقة عبس، إحدى مديريات محافظة حجة، يظهر عدد من الأطفال وهم يتلقون من معلمهم صنوف الدروس تحت ظل شجرة وبإمكانات محدودة جداً، حيث لا كراسي ولا طاولات.
على أطراف الصورة نلمح حرص الفتيات على التعليم، في مجتمع كان يكثر فيه حرمان الفتاة من حق التعليم لاعتبارات عدة، الأمر الذي يظهر تقدير المجتمع واهتمامه بالتعليم رغم سياسات التجهيل التي دأبت عليها حكومات اليمن المتعاقبة.
وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت أن ربع الأطفال اليمنيين الذين في سن الدراسة، لم يتمكنوا من الالتحاق بالتعليم.
وأوضحت، في تغريدات لحساب مكتبها باليمن على تويتر، أن “25% من أطفال اليمن، من هم في سن التعليم، باتوا خارج المدارس”. وأضافت: أن “75% من الأطفال الذين تمكنوا من الالتحاق في التعليم، يدرسون في فصول دراسية، إما مدمرة أو متضررة من الحرب”.
وتستغل ميليشيات الحوثي ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس، أو الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بها، وتقوم بتجنيدهم وزجهم في معاركها، ضمن سلسلة انتهاكات تقوم بها ضد الطفولة في اليمن.
وكما أن للطلاب مأساتهم المتمثلة في ضعف الإمكانات والفرص، للمعلم أيضاً مأساته الخاصة، فقد حرم المعلمون من أبسط حقوقهم المتمثلة في الراتب الشهري الذي بالكاد يضمن له ولأسرته معيشة متواضعة جداً حد الكفاف.
ويدفع الطلاب والمعلمون في اليمن ضريبة الحرب المستمرة منذ أربع سنوات، حيث حرموا من حق التعليم علاوة على حرمانهم من حق الأمن والاستقرار، في ظل استهداف متعمد لدور التعليم ونهب لحقوق المعلمين والطلاب من قبل ميليشيات الحوثي، وفشل الحكومة الشرعية في تأمين هذه الحقوق البسيطة.




التعليقات