حقيقة استهداف محافظ عدن.. من المخطط؟ ومن المموّل؟ ولماذا؟

لم تمر سوى أيام قليلة على عودة رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، وعدد من الوزراء إلى عدن، بعد الخلافات التي حدثت مع المجلس الانتقالي الجنوبي وحديثه عن ضرورة توحيد الصف ونبذ الفرقة والعودة إلى اتفاق الرياض، حتى وقع تفجير جديد هز المدينة التي تقع جنوب البلاد.

التفجير الذي وقع بسيارة مفخخة بمدينة التواهي بمحافظة عدن، في 10 أكتوبر 2021، استهدف محافظ عدن أحمد حامد لملس، ووزير الثروة السمكية سالم السقطري، وأسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم سكرتير محافظ عدن وقائد الحراسة الشخصية، فيما أصيب 7 آخرون.

وعقب التفجير كلا دلى بدلوه في التحليل ومحاولة وضع النقاط على الحروف وربط الخيوط لتفسير طلاسم ما يجري في عدن حيث يقول الناشط السياسي اليمني سعيد المعافا، إن جهات عدة قد تكون مسؤولة عن التفجير، متهماً في بداية الأمر "من يرفض عمل الحكومة في عدن، ومن يشجع على الفوضى بالوقوف وراء الحادثة".

ويضيف المعافا في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "هناك من لا يريد أن تستقر عدن خصوصاً حلفاء الإمارات، حتى لو كان الضحية والقتلى من أتباعهم، فهو أمر لا يهمهم، إذ يعتقدون أن عدم الاستقرار سيجعل استمرار حكمهم يدوم أكثر مما يتوقعه الجميع".

ويشير المعافا إلى ان "من عطل تفعيل قرار اتخاذ عدن عاصمة مؤقتة لليمن على مدار سنوات بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء، ومنع الحكومة الشرعية من تولي المسؤولية، بعدما طرد القوات الموالية لها من عدن في عام 2019، هو المستفيد الوحيد، وهذا ما سيقوله أي شخص مطلع على الأحداث في اليمن".

من جانبه اكد الناشط والصحفي الجنوبي عبدالحبار عوض الجريزي أن الامارات تقف خلف كل عمليات "الاغتيالات والاختطافات والفوضى الأمنية في عدن "، متسائلا: "فلماذا لا تكون هي من يقف وراء تفجير موكب محافظ عدن؟"

وأضاف الجريزي في تغريدة له على تويتر رصدها محرر "يني يمن" ان "الإمارات ترى في حامد لملس رجل معتدل متزن غير متطرف على عكس عيدروس وشلال والخبجي وين بريك، لذلك تعتقد أنه سيشكل خطر على مشاريعها التخريبية مستقبلاً".

بدوره قال الاعلامي اليمني مختار الفقيه أن "ذات الأدوات التي استهدفت محافظ عدن الأسبق جعفر محمد سعد، تتكرر مع المحافظ لملس ولنفس الغرض الذي أودى بـ أبي اليمامة" لافتا إلى هذا "تفجير سيناريو جديد يتناسب مع المرحلة وتطوراتها الميدانية".

وكعادته سارع الانتقالي المدعوم من الامارات الى تبرئة ساحته وتوجيه الاتهام الى خصومه المعتادين "الاخوان" الشماعة التي يعلق عليها الانتقالي كل ما يحدث في العالم .

وقال في تصريح لمتحدثه الرسمي علي الكثيري: إن ما حدث "ما هي إلا نتيجة للملاذ الآمن الذي وفرته جماعة الإخوان المسلمين للجماعات الإرهابية تحت مظلتها خدمة لمليشيات الحوثي لتسهيل استقدامها إلى المناطق المحررة، والذي بدا واضحاً من خلال عرقلتهم لتنفيذ اتفاق الرياض وتهربهم غير المبرر منه".

يومان مرت على عملية التفجير ولا يزال الغموض الكبير يحيط بهذا التفجير، الذي استهدف المسؤولين اللذين ينتميان للانتقالي الجنوبي، الذي بدوره يسيطر على المدينة، وسط اختلالات أمنية متزايدة خلال العامين الأخيرين، وصراعات داخلية تسببت بمواجهات في شوارع عدن سقط على إثرها قتلى وجرحى.

 

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية