فايننشال تايمز: تركيا عادت لإفريقيا بعهد أردوغان وباتت تنافس قوى عظمى

نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أمس الإثنين مقالًا مطولًا، عن الحضور التركي في القارة الإفريقية، قالت فيه أن تركيا عقب انهيار الدولة العثمانية تجاهلت إلى حد كبير إفريقيا، على حساب اقترابها بشكل أكبر من أوروبا والولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذه السياسة قد تغيرت مع مجيء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى سدة الحكم في تركيا منذ أكثر من 15 عامًا، حيث بات الوجود التركي في إفريقيا ينافس دولًا خليجية، إلى جانب قوى عظمى كالولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا.

يأتي ذلك ضمن سلسلة مقالات ودراسات استقصائية نشرتها الصحيفة البريطانية، تحت عنوان "لعبة أردوغان الكبرى"، تسلط من خلالها الضوء على أنشطة تركيا في القارة السمراء.

وذكرت الصحيفة في معرض مقالها، أنّ المسلسلات التركية باتت تنتشر بشكل واسع في دول إفريقيا، مضيفة؛ "على الرغم من أنها علامة صغيرة، إلا أنها تشير بشكل واضح إلى مدى اتساع النفوذ التركي في هذه المنطقة".

وأكد المقال نقلًا عن "خبراء" أنّ "الوجود التركي في إفريقيا، يهدف إلى مواجهة نفوذ دول خليجية مثل السعودية والإمارات، إلى جانب قوى عظمى كالولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا".

كما أكد المقال أنّ التجارة والمساعدات التنموية وكذلك المسلسلات، تعتبر من عوامل زيادة واتساع النفوذ التركي في إفريقيا.

وفي إشارة إلى تجاهل تركيا للقارة الإفريقية منذ انهيار الدولة العثمانية وتأسيس الجمهورية، قالت الصحيفة، "كل ذلك تغير مع مجيء أردوغان، حيث عاد لإحياء علاقات بلاده مع القارة الإفريقية على مدار الخمسة عشرة عامًا الماضية، ومنذ العام 2009 ارتفع عدد السفارات التركية في الدول الإفريقية من 12 إلى 42 سفارة. كما ارتفعت وتيرة زيارات أردوغان للقارة السمراء، حيث قام برحلات إلى أكثر من 20 عاصمة إفريقية".

فايننشال تايمز، سلطت الضوء على ما عبّر عنه أردوغان في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، حيث قال أن "قدَر الأتراك والأفارقة أن يكونوا شركاء"، كما أن أردوغان صرح بأن تركيا تهدف إلى رفع حجم التجارة مع إفريقيا إلى ضعف الحجم الموجود، ليصل إلى 50 مليار دولار، ما يعادل ثلث حجم التجارة بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

وأشار التقرير إلى تركيز أنقرة على صفقات وعقود البنيات التحتية الحكومية الكبيرة في جميع أنحاء أفريقيا، من تجمع أولمبي في السنغال إلى أكبر منشأة عسكرية خارجية في الصومال ومسجد كبير في جيبوتي، والأهمية الاقتصادية والجيوسياسية التي توليها للقارة.

وفي السياق ذاته، ذكّر التقرير بالدعم التركي الذي قدمته أنقرة على كافة الأصعدة لحكومة الوفاق الوطنية الليبية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، إلى زيارة أردوغان للسنغال قبل عام، وأنّ ذلك معًا "أثار غضب فرنسا القوة الاستعمارية السابقة في المنطقة، حيث تبحث البلدان الإفريقية عن بديل للوجود الفرنسي". حسب المقال.

ونقلت الصحيفة عن مايكل تانكوم، المتخصص في السياسة الخارجية التركية بجامعة نافارا الإسبانية، حيث قال؛ "إن الدول الإفريقية التي تعتبر مستعمرات فرنسية قديمة، تبحث عن بديل لفرنسا، ولا ترغب هذه الدول بالقيام بأعمال تجارية مع مستعمرة فرنسية أو صينية جديدة، ولذلك فهي ترى تركيا خيارًا ثالثًا حاضرًا".

ولفت التقرير إلى أنّ عائلات إفريقية لا سيما في الصومال، باتت تمنح مواليدها الذكور اسم "أردوغان"، وذلك تكريمًا لما تقوم به تركيا من مساعدات تنموية لاقت استحسان الشعوب الإفريقية.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية