الطفلة نوران.. ضحية جديدة للسلاح المنفلت في مدينة تعز
بابتسامة بريئة ووجه بشوش، تطل صورة الطفلة نوران التي لا يتجاوز عمرها ست سنوات، على مئات اليمنيين في الشبكات الاجتماعية، ليس احتفاءً بمناسبة جميلة لا تضاهي في شيء الجمال الملائكي للطفلة، بل حنقا وغضباً على استمرار السلاح المنفلت، بعد مقتل نوران برصاص مسلحين.
" نوران" ابنة حارة المناخ بمدينة تعز جنوب العاصمة صنعاء، صاحبة الابتسامة الدائمة، قتلت أثناء تواجدها في محطة للمياه الصحية، وبيدها جالونا صغيرا كانت تنتظر تعبئته بالماء، حتى تعود إلى منزلها لاستكمال واجبها المدرسي.
وأثناء ما كانت نوران على وشك العودة الى منزلها، وصل مسلحون، على متن سيارة كاميري، وبعد شجار المسلحين مع مالك المحطة وإشهار الأسلحة، فزعت نوران، وحاولت الاسراع للاختباء بهدف النجاة، إلا ان الرصاصة كانت أسرع، سقطت نوران على الأرض مضرجة بدمائها الطاهرة التي ملئت ثيابها، وعلى الفور فارقت الحياة.
نوران ليست الطفلة الأولى التي دفعت حياتها ضريبة للسلاح المنفلت في مدينة تعز، وعلى الأرجح لن تكون الاخيرة، وقد سبقها العديد من أبناء المدينة، بسبب السلاح، الذي جاء انتشاره بشكل غير مسبوق، نتيجة تسلح وانضمام الالاف من ابناء المدينة الى المقاومة الشعبية لصد الغزو الحوثي الذي حاول اجتاح المدينة في العام 2015م.
لم تكن تعلم الطفلة روان، أن خروجها من المنزل هو الأخير، وكانت تنتظر هدية من شقيق والدها ستصلها من مصر، أخبرت بها كل أصدقاء حيها ومدرستها، ووعدتهم بمشاركتهم الهدية التي ستصل لكنها لن تجد نوران.
يخاطبها المنذر بن علي شقيق والدها متحسرا بعد أن أصبحت جثة هامدة قائلا " نوران استيقظي.. ألم تقولين أنك تريدين أن تصل الهدية سريعا؟ هديتيك يانوران موجودة وهي في طريقها إليك.. لن تتأخر انتظري ياصغيرتي، وانتبهي على نفسك".
يضيف المنذر " المتهم الرئيسي بقتل الطفلة نوران هو ماجد محمد قاسم العديني، وهو الذي قام بعد إصابة أخيه عرفات الساعة الواحدة والنصف ظهرا بالتوجه إلى حارة المناخ للانتقام لأخيه من مالك المحطة".
وصل العديني الى محطة المياه، وفتح النار عليها بشكل عشوائي، والحديث للمنذر، وكانت الطفلة نوران تشتري الماء، فأخذ ثأر أخيه بقتل طفلتنا التي لا ذنب لها سوى تواجدها في تلك اللحظة بالمكان".
بدورها أعلنت الأجهزة الأمنية تمكنها من القاء القبض على القاتل، مؤكدة أنها ستحيله الى الجهات القضائية لمحاكمته".
قصة نوران أعادة الى الأذهان مجددا قضية الطفلة فاطمة، التي أصيبت قبل أيام برصاص مسلحين، وهي عائدة من مدرستها، في شارع جمال عبدالناصر وسط مدينة تعز، وفقدت بسبب شظية سكنت في رأسها النطق.
أبناء المدينة بدورهم طالبوا قيادة الأجهزة الأمنية والعسكرية بوضع حل للسلاح المنفلت، والعمل على منع حمله، وحماية أرواح المدنيين.
اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"




التعليقات