ما هو تأثير عودة العلاقات السعودية القطرية على الحرب في اليمن ؟

مما لاشك فيه أن هذا التقارب سيخمد نيران إحدى الحروب الأكثر دمارا والمعارك بالوكالة الأكثر اتقادا في العالم ، بل ستتوحد الرؤية حول اليمن وسيعود الهرم المقلوب إلى وضعه الطبيعي ، فبدلا من العلاقات غير الشرعية التي تتبعها قطر مع جماعات العنف ستعيد علاقتها بالشرعية وستكشف الغطاء عن دول في إطار التحالف تعمل على دعم المليشيات وتعزيز وجودها .

لكن علينا ألا نفرط في التفاؤل ، فاتفاقات القمم والعلاقات الرسمية لا تقضي على الأزمات لأنها لا تقترب من معالجة الأمراض المزمنة ، ودائما ما تقع مثل هذه اللقاءات أسيرة لغة الإنشاء والمجاملة المتعارف عليها رسميا ، لكن الواقعية السياسية تقول ، إنه من الواجب على البلدين تجاوز المحاور الإقليمية وتداخلاتها والتي تجعل البلدين يقفان في وجه بعضهما البعض.

وحينما نتتبع ردود الأفعال من داخل المحاور ندرك الهوة التي مازالت بين البلدين ، فتغريدة مستشار ولي عهد أبوظبي ، وهو من داخل المحور السعودي تعكس نفورا إماراتيا من التقارب السعودي القطري حيث ، اعتبر المصالحة بين البلدين بدون موافقة الإمارات غير مقبولة ، وبالمقابل صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية وهو ضمن المحور القطري أن عودة العلاقات السعودية القطرية هو عودة الظروف إلى وضعها الطبيعي وأن ذلك لن يؤثر على علاقة بلده مع قطر .

الأهم من هذا كله وفي ظل النظرة التفاؤلية والتي يجب أن تكون ، فإن عودة العلاقات السعودية القطرية ، ستعكس نفسها على العلاقة مع تركيا وكذلك مع مصر وهذا سيقوي المحور المقاوم للنفوذ الإيراني في المنطقة وسيحل المشكلة في ليبيا وسيشكل دعما للتوصل إلى تسوية بين الحكومة المصرية وبين جماعة الإخوان ، لتتخلى الجماعة عن منطق العنف .

لست بحاجة للقول إن التقارب السعودي القطري يوفر الاستقرار الإقليمي في منطقة الخليج ويؤكد أهميته على أهمية الطموحات السياسية الفردية ، ويثبت سوء التقدير لدى البلدين ورهانهما على اللعب الخطأ والأحلاف التي تشكلت في غير موضعها لتنعكس تأثيراتها على الاستقرار في منطقة الخليج والمنطقة العربية بشكل عام .

مثلما وجدت السعودية نفسها مجبرة على التدخل في مناطق الصراع المحيطة بها ومواجهة اتساع دائرة النفوذ الإيراني الممتد إلى لبنان ومناطق التماس حول حدودها في العراق والبحرين واليمن ، وجدت قطر نفسها مشدودة إلى نسج تحالفات خاطئة مع إيران والحوثي .

إذا ابتعدنا قليلا عن التفاؤل ، فإننا سنحتاج إلى فترة طويلة حتى تتفلتر المشكلة السعودية القطرية وهذا لن يتم إلا باستيعاب مصر بشكل أساسي في هذه العلاقات ، فمصر هي شوكة الميزان في عودة العلاقات إلى وضعها الطبيعي وهي الاختبار الحقيقي لسلامة هذه العلاقات .

وبالارتكاز على البيانات المؤيدة لعودة العلاقة بين البلدين من قبل الشرعية اليمنية وحزب المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح وطارق صالح ومحمد علي الحوثي ، فإن ذلك يؤكد أن المحاور المتناقضة التي اتخذتها قطر والسعودية قد جعل الأطراف المشتتة في اليمن تبارك لقاء كهذا في حين أنها هي عاجزة عن القيام بنفس الدور فيما بينها .

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية