المختطفات في سجون المليشيات..  ابتزاز واعتداءات وانتهاكات جسيمة

لم تسلم المرأة اليمنية من بطش وجبروت الحوثي فقط، بل أصبحت لأول مرة وفي سابقة لم تشهدها اليمن رهن الاختطاف وفي زنازين السجون، تمارس بحقها انتهاكات جسيمة، وتتعرض لأبشع أنواع التعذيب والاعتداء الجنسي والإهانة.

ابتزاز لكسب المال

وبحسب مصادر حقوقية فإن المليشيات الانقلابية تستخدم المختطفات كورقة رابحة و سلاح ميليشياوي؛ لكسب المال،
وابتزاز عائلاتهن وإجبارها على دفع مبالغ باهضة، مقابل خروجهن من المعتقل، عبر تلبيس تهم متعلقة بالدعارة والإتجار بالبشر وتعاطي الخمور والمخدرات، لخلق وصمة عار، ناهيك عن تكميم الأصوات المعارضة في مناطق سيطرتها.

تقول شقيقة السجينة س. خ ، إن شقيقتها اختطفت خلال مشاركة في مظاهرات نسوية رافضة للمليشيات بميدان السبعين، ولم تسمح لأسرتها بزيارة منذ أشهر.

وأضافت في حديث لـ" " يني يمن" أن الحوثيين رفضوا السماح لها وعائلتها بزيارة أختها، التي تعاني من مرض مزمن، تحت مبررات مختلفة، معبرة عن قلقها حول مصير شقيقتها، مبدية خوفها من أن يكون الحوثيين قد أقدموا على تصفيتها كما حدث لسجينات سابقات منعت عنهن الزيارة لأشهر، و بعد ذلك أبلغت اسرهن بوفاتهن لأسباب صحية كاذبة، ليتضح بعد ذلك وفاتهن تحت تأثير التعذيب .

تعذيب وإهانة

وأوضحت في حديثها
أن أختها تعرضت للتعذيب والإهانة والإذلال هي وبقية المختطفيات، من قبل عصابة الحوثي، منذ 3سنوات وحتى اللحظة، داعية المجتمع الدولي والمنظمات وحقوق الإنسان بالتدخل العاجل لإنقاذ المعتقلات في سجون الحوثي، وسرعة الإفراج عنهن .

وكشفت أن الحوثين طلبوا من أسرتها  دفع 2مليون ريال، كشرط وابتزاز صريح مقابل إطلاق سراح شقيقتها، لكن ظروفنا المادية لم تسمح لنا بدفع المبلغ، وهذا هو السبب الحقيقي وراء قيام الحوثيين باختطاف الفتيات والزج بهن في سجونهم.

وسبق أن دفعت العديد من الأسر مبالغ مالية كبيرة للمليشيات مقابل الإفراج عن المختطفات خوفآ من نظرة المجتمع وخشية الفضيحة ،بعد تلفيق  تهم الدعارة للبعض منهن ،بهدف عزلهن عن المجتمع وإطالة أمد احتجازهن.

لم تقتصر انتهاكات المليشيات ضد المرأة باختطافها، بل تعددت تلك الأساليب والانتهاكات بحق نساء اليمن، ما بين حوادث اختطاف واعتقال و قتل، حيث لقت امرأة مصرعها على يد مسلحي الحوثي، فجر الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول 2020م، أثناء اقتحامهم لمنزلها في مديرية العدين، بمحافظة إب، بحجة البحث عن زوجها، في حادثة هزت الرأي العام، ولا قت استياء كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي جريمة أخرى تضاف لسلسلة الجرائم المرتكبة بحق النساء في اليمن، قتلت 6سجينات بينهن طفلة كانت في زيارة لوالدتها ،و أصيبت 20 أخريات، في 5 أبريل 2020م، جراء سقوط قذائف أطلقها الحوثيون على السجن المركزي في مدينة تعز جنوب صنعاء.

آلاف الانتهاكات

ووثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات 4282 انتهاكا حوثيآ، بحق النساء خلال الفترة من 21 سبتمبر 2014م وحتى 25 أكتوبر 2020م في مختلف المحافظات . حيث شملت الانتهاكات  1456 حالة قتل و2379 حالة إصابة جراء القصف المدفعي وانفجار الألغام والعبوات الناسفة وكذلك أعمال القنص والإطلاق العشوائي للرصاص الحي لمليشيات الحوثي بالإضافة إلى 447 حالة اختطاف وإخفاء وتعذيب.

وكشفت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين، في يونيو من العام الجاري، عن اختطاف مليشيات الحوثي" 157 " امرأة خلال عامين.

وقالت الرابطة في بيان، إنها وثقت 18 حالة اختطاف للنساء لدى الحوثيين تعرضن للاحتجاز والعنف اللفظي والتهديد بالاعتداء الجنسي عليهن، والعنف الجسدي وحرمانهن من التواصل مع ذويهن لإبلاغهم بتعرضهن للاحتجاز، وعدم الإفراج عنهن إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة، وأخذ التعهدات عليهن بعدم المشاركة في أي فعالية مستقبلاً.

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية