كاتبة تركية: العربية السعيدة أصبحت جهنم
شغلت قضية مقتل خاشقجي جدول الأعمال السياسية لعدة أسابيع، حيث نشرت العديد من التحليلات وبشكل مستمر حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.
وأصبح الجميع يتساءل: هل ستفرض الولايات المتحدة عقوبات على حليفتها السعودية؟
في 16 يونيو 2015، قال ترامب عندما أعلن ترشحه للرئاسة الأمريكية من ردهة برج ترامب: "أحب السعوديين كثيراً، فهناك الكثير منهم في هذا المبنى".
وفي 21 أغسطس 2015، قال أيضاً: "أنا والسعوديين نفهم بعضنا بشكل جيد. إنهم يشترون شقق سكنية مني. إنهم ينفقون 40 و 50 مليون، فهل من المفترض ألا أحبهم؟ أنا أحبهم كثيراً جداً."
وفي مايو 2017، وبعد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، توجه ترامب في أول زيارة خارجية رسمية له إلى المملكة العربية السعودية، على عكس الرؤساء الأمريكيين الآخرين، ورقص مع العائلة المالكة رقصة السيف.
وفي الرياض، قال ترامب أثناء حديثة: "لقد سمعت كثيراً انطباعات عن بلدكم ونبل مواطنيكم، لكن الكلمات ليست كافية للتعبير عن مجد هذا البلد."
ترامب، الذي لديه علاقة شخصية مع السعوديين، هل سيقبل أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات حقيقية على هذه الدولة؟ هل سيتخلى ترامب عن تجارة النفط والأسلحة التي يشتريها السعوديون من الولايات المتحدة بمليارات الدولارات؟
عندما سُئل ترامب شخصياً في 12 أكتوبر 2018 حول قضية مقتل خاشقجي أجاب: "نحن لا نحب هذا الوضع. لكن من غير المقبول بالنسبة لي إيقاف السعوديين عن انفاق 110 مليار دولار في هذا البلد، خاصة وأننا نعرف أن لديهم أربعة إلى خمسة خيارات أخرى جيدة."
وبالنظر إلى تعامل السعودية مع الولايات المتحدة ضد إيران، فهناك احتمال ضئيل لإجراء تغيير جذري في العلاقة بينهما.
العربية السعيدة تحولت إلى جهنم
ولكن أنا هنا أتساءل حول هذا الموضوع من جانب نظرة تركيا والولايات المتحدة لهذا الموضوع، فالسعودية التي تقود التحالف العربي لم تشبع من المجازر التي تقوم بها في اليمن، حيث يدور صراع طائفي، يزداد فيه أعداد الوفيات بين المدنيين باستمرار. اليوم، وعلى الأرض التي أطلق عليها الرومانيون اسم "العربية السعيدة"، ترتكب جرائم ضد الإنسانية. في 29 يناير من العام الماضي، نفذت الولايات المتحدة غارة جوية على محافظة شبوة، قلت فيها أكثر من 30 مدنياً معظم من الأطفال والنساء. وفي إبريل، قصفت قوات التحالف حفل زفاف في شمال اليمن، قتل فيه على الأقل 20 شخصاً معظمهم من الأطفال. وفي 10 أغسطس 2018، قصفت طائرات التحالف حافلة تقل أطفالاً في أحد أسواق مدينة صعدة، قتل فيها 51 شخصاً منهم 40 طفلاً، وجرح 79 آخرين منهن 51 طفلاً. وكان هناك معلمون أيضاً من بين القتلى. كما تم العثور على شظايا قنبلة أمريكية الصنع في كلا المجزرتين. منذ مارس 2015، مات في اليمن أكثر من 10 آلاف شخص نتيجة التفجيرات، كما نزح حوالي 2 مليون شخص. في عام 2012، فعلت الولايات المتحدة في اليمن، التي عاشت أحداث الربيع العربي، ما فعلته سابقاً في أفغانستان والعراق والصومال وسوريا. كما تشارك المملكة المتحدة في هذا الموضوع كما شاركت في العراق، من خلال بيع الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية لاستخدامها في اليمن.هل سيدفع الإمبرياليون الثمن؟
بلا شك يجب على المملكة العربية السعودية دفع ثمن جريمة قتل خاشقجي. فمن المستحيل أن تتم جريمة بهذا الشكل في قنصلية بلد ما دون علم كبار المسؤولين. وبعد العثور على أدلة جنائية، اختلطت الأمور مجدداً بعد هروب القنصل العام محمد العتيبي، إلى الرياض دون أن يسأله أحد. والتساؤل الآن حول ما الذي ستفعله تركيا التي لم تقم بمنع هروب القنصل؟ نعمان كورتولموش، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، قال "إذا كان هذا هو الحال بالفعل، فيجب أن يكون له عواقب قانونية خطيرة." هل سيحدث هذا؟ سنرى ما الذي سيفعله حزب العدالة والتنمية مع ترامب. ولكن هناك أسئلة يجب طرحها بشدة حول قتل المدنيين: هل سيستمر صمت تركيا والعالم حول المجازر التي ترتكب ضد المدنيين في اليمن؟ ميركل قالت: "لا يمكننا بيع الأسلحة في ظل هذه الظروف." هل سيخرج صوت ضد هذه المجازر في اليمن؟ ألن تدفع الدول الامبريالية التي تقصف المدنيين في الشرق الأوسط الثمن؟ المصدر: صحيفة "جمهورية" التركية إقرأ المزيد مقال: كاتب تركي يتحدث عن اليمن في المخيلة التركية "يمن.. آه يمن" مقال للكاتب التركي أرسلان تكين عندما تبكي الحديدة.. مقال للكاتب التركي كمال أوزترك اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"




التعليقات